الخميس، 19 فبراير 2009

اطفال التطبيع

الوقت الساعة الثانية ظهراً....
المكان إحدى أحياء مصر العتيقة الذي يروى أنه كان منتزهاً لأولاد الذوات (مع إن منظره هذه الأيام لا يوحي بذلك تماماً من زحام و ضوضاء و جهل ).
تحديداً أمام إحدى محطات مترو الأنفاق مشهد متكرر طبيعي جداً لو إنت بتروح الكلية بالمترو
ماشي في حالي كالعادة و بعدين سمعت صوت أطفال يهتفون توقعت كالعادة الطفولية أن أسمع نداء مثل
"لا مذاكرة بعد اليوم لعب الكرة أهم أهم "
ومن منا لم يهتف هذا الهتاف, ماعلينا الغريب انهم كانوا بيقولوا حاجة تانية خالص لم اتوقعها من أطفال في سن السابعة أو على أقصى تقدير الثامنة كانوا يهتفوا بيقولوا "مش هنسلم مش هنبيع مش هنوافق على التطبيع".

تساءلت هما فاهمين يعني إيه تطبيع ؛ إذا كنت أنا نفسي مش متأكد من اللي أنا فاهمه!
طيب لنفترض انهم فاهمين لزمته إيه مخلاص اللي طبع طبع واللي كان كان, قلت يمكن رافضين المبدأ و بيحتجوا طيب بيحتجوا ليه يعني حد هيسمع صوت تلت أربع عيال في تالتة أول كانوا سمعوا صوت الشعب اللي حيموت من الجوع , بس ماعلينا أنا عادي و مليش في السياسة أو لو هيسمعو رأي العيل ديه كانو سمعوا رأي المظاهرات إلي كانت عند السفارة!!!

السفارة أيوا السفارة عرفت ولاد الإيه جابوا الكلام دة منين, أكيد من التليفزيون و أكيد من فيلم (السفارة في العمارة) و دة على رأي أي فنان "فالتليفزيون يظهر دور الفن في التواصل مع الشعب و تنمية مداركه" بس عن نفسي أنا شفت حاجة تانية خالص فالموقف دة
شفت ازاي ممكن التليفزيون بدل ما ينمي المدارك يخلي الولاد ديه زي البغبغنات؛ بتردد إلي بتسمعوا و خلاص
و كمان ازاي ممكن مذيع أو ممثل أو لاعب كرة أو داعية يسيب أثر في الولاد ديه سواء بالخير أو بالشر
و ازاي ممكن يوصلهم كلام كتير ممكن يكون في ظاهره صح و في باطنه غلط
بصراحة مش عارف أصدق مين ولا مين إفتح التليفزيون و شوف هتلاقي مليون شكل و مليون لون و مليون فكرة ضد بعض
كفاية أوي كدة النهاردة و أشوفكوا على خير بإذن الله

هناك تعليق واحد:

  1. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها
    اكيد في كتير من كل حاجة وأي حاجة ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع بس الفكرة انك تاخد الحاجة اللي تحس انها بتحترم عقليتك.

    ردحذف